وقفت تنتظر الحافلة في نهار رمادي ماطر , حشرت نفسها وصعدت مع جموع المنتظرين,
الحركة المتقطعة للحافلة عثرت خطواتها اثقلها التجوال الطويل في السوق...تماسكت قليلا
بعد ان قذفت بالعملات المعدنية الى يد السائق..دخلت فبحثت بعينيها عن مكان لتجلس فما
وجدت, زمت شفتيها منزعجة..ناداها أحدهم وبشيء من الحذر : "لوسمحتي"؟..مستغربة
استقبلت لهجتها في وسط شارع أكسفورد استدارت ناحية الصوت التقت عينيهما بهتت
اللحظات غير مصدقة..ارتسمت علامات الدهشة على ملامحها... دون وعي
همست"مومعقول"!!
وهو .. حذراً بلع ريقة...يشبه ابتسامة نهض واقفاً نصف وقفة..أضاف وهو يشير الى
المقعد الشاغر بجانبه :إذا تحبين تقعدين,تفضلي"...همست هي لنفسها:"معقولة اشوفة
أهني؟؟" ودون تفكير منها استجابت لعرضة"المغري"وسمحت لنفسها بالجلوس... كان
نصار زميل الجامعة..عرفته جيدا تمنتة كثيرا..تلذذت بنظرات باهته نادرا ماكان يرميها
بها..حاولت استمالته بشتى الوسائل البريئة...كانت تراه يوميا..تصادفة في اروقة الكلية
لكنها عجزت حتى عن لفت نظره اليها..تحسة بعيدا عنها ومشغولا بامورة
الخاصة..استخدمت كل الطرق للوصول الى عالمة..التحقت بالعمل النقابي, انضمت الى
قائمته نددت بالقوائم المنافسة لأجله,سجلت في محاضرات بأوقات معينة كان د اختارها
حلمت بة لليال طويلة..الآن وفي بلاد الغرب الى جانبه جلست مذهولة وتساؤل فرض
نفسة:"هل يتذكرها"؟...مبتسما سأل" من متى انتي بلندن؟.... جاوبتة" من ثلاث اسابيع"
نقل بصره الى الشارع عبر الشباك تأملته خفية.... رددت بداخلها"نصار...ياأقرب
بعيد...اي مصادفة هذي اللي حذفتك علي.....الحافلة كانت توقفت بمحطات عديدة صعد
ونزل من نزل وجوة تغيرت واماكن فرغت من ركابها واصوات تفاوتت مستويات احاديثها
مابين همس وصراخ..وحدهما بقيا متجاورين
تجرأت أكثر طرحت موضوعا للحديث... " المطر وايد اليوم علشان جذي ركبت
بالمواصلات ولا انا تعودت امشي للفندق" بعد لحظات رد" و..وين تسكنين؟...ردت"نايتس
بريدج"قذفت قبل ان ينهي سؤاله.... طاف جوابها دون ان يترك أثرا فية..هكذا
شعرت...بلعت ضيقها وابتسمت بحرج...حملق عبر النافذة شارد الذهن,, حركت الاكياس
التي اصدرت صوتا بين يديها..تنبه, نظر اليها.. أكملت حديثها بفرح:" ييت مع الوالدة
واختي الكبيرة لانها بتتزوج عقب شهرين واصرت ان نجهز للعرس من
اهني:)...وانت؟ياي ابروحك؟"
تنهد واجاب بصوت لايخلو من من الأسى"لا موياي بروحي.. بس يمكن ارد بروحي:
(...الله العالم
لحظات من الصمت نظرت الية بإستفهام...صمت قليلا..أضاف وهو يركز نظرة إلى
الشارع عبر الشباك:" انا ياي مع زوجتي المريضة صارلها4شهورتعالج علاج كيميائي
دقيق اهني وحالتها الصحية كل يوم أسوأ من اللي قبلة وانا خايف افقدها..اذا فقدتها بفقد
روحي وعمري وحياتي كلها" دمعت عيناه بهدوء...حاول مداراه المة...لم يتمالك نفسة
فأجهش بالبكاء..وحين هدأ التفت ناحيتها فلم يجدها بجانبه!