استقيظ أحمد في ساعة مبكرة من صباح يوم
السبت لإنجاز معاملة لشقيقه الأصغر في وزارة
التربية, وكان على يقين من ان معاملته ستنتهي بمجرد أن يصل الى صديقه سعود في تلك الوزارة, ولذلك رتب معه موعدآ في هذا الصباح..أحمد خريج جامعة الكويت من قبل عشر سنوات مضت, وهو مدير ادارة في احدى الوزارات وله معارف كثيرونو وتقريبا كل معاملاته منجزة في دوائر الحكومة..
نزل أحمد من سيارتة عند الباب الرئيسي لوزارة التربية, ورحب بة عامل المصعد لحظة دخوله, ومن ثم أبلغ العامل برغبته في الصعود الى الدور الثالث, وفي لحظات كان في الدور الثالث المنشود..
جلس على كرسي وثير في مكتب المسؤول , وبعد تبادل التحيات والسؤال عن الصحة و الأولاد دخل رجل كبير السن متجعد الوجه ابيض منه الشعر وتقوس الظهر, ومن كلامه مع المسؤول عرف انة جاء ليشكو ظلما وقع علية.
ويتفرس أحمد في ذلك الوجه الذي تأكد من انة لابد رآه في يوم من الأيام. الوجه قريب جدا الى نفس احمد, بل هو من النوع المألوف في حياتة, ولكن أين؟ ومتى قابل هذا الرجل العجوز؟ لا يستطيع التذكر!..وفجأة نطق صديقة المسؤول: استاذ عبدالرؤوف انني مقدر وضعك,ولكن القانون...قانون..
وفي لمح البصر حركت كلمات المسؤول وذكريات أحمد, ونفضت عن اوراق الذاكرة الغبار وما علق بها من رواسب الحياة..و أزاحت كلمة ((عبدالرؤوف)) الرماد عن نار الذكرى..
عبدالرؤوف...عبدالرؤوف...كم من السنوات مضت على ذكرى هذا الرجل؟ عشر؟ عشرون سنة كاملة؟ بل أكثر. و أخذ شريط الذكريات يلح في رأس أحمد بلا توقف..ماذا يرى في الشريط؟ ثانوية الأصمعي..طلاب من كل الأعمار..شلة احمد كما يسمونها..عبداللطيف واسماعيل ومحمد ويعقوب وغيرهم كثير زملاء فصله
مشرف الجناح بسمار وجهه المحبوب الأستاذ بدر والاستاذ عبدالكريم..وطابور الصباح..وكلمة ناظر المدرسة الاستاذ جاسم..ومرشد الصف الاستاذ عبدالرؤوف اللذي يصرخ في الفصل الواقف في الطابور, وكان احمد يقف في المقدمة كمراقب للفصل..
_أنتبة انت وهوه للسيد الناظر..أما طلبة آخر زمن..
وينفجر الصف بالضحك..فلقد كان الطلبة ينتظرون اي كلمة من الاستاذ عبدالرؤوف حتى يضحكوا عليها ليقينهم ان هذه الحركات تزعجة كثيرا..وهكذا يجر عليهم لعناته وعلى عوائلهم..ولكن قطعا هذا ماكانوا يقصدونة وهو ان يشتمهم الاستاذ عبدالرؤوف حتى يضحكوا من شتائمه, فهو لا يفتأ يسب نفسة في النهاية ويسب والده ووالدته اللذين أصرا على أن يدخل الأزهر حتى يكون معلما ليفاخرا به معارفهما والجيران, لذلك هو الآن يدفع ثمن التفاخر العقيم.. وكثيرا ماقضى الاستاذ عبدالرؤوف ربع الحصة في كتابة موضوع الدرس ومسح الصبورة التي يتعمد طلبة الفصل ان يتركوها غير نظيفة حتى تضيع الحصة..وبعد الانتهاء من كتابة عنوان الموضوع على الصبورة يستدير ناحية الطلبة وهو ينفض ما علق من مسحوق الطباشير على بدلتة الوحيدة التي يلبسها طيلة السنة الدراسية..وكان احمد يتعجبو وتشاركة شلتة في نفس الشعور, اذ كيف يتسنى للأستاذ عبدالرؤوف غسل بدلتة لتبدو نظيفة؟ ومتى تنشف؟ فهو كل يوم يحضر بها..
وتذكر احمد شيئا آخر..الاستاذ عبدالرؤوف يتكىء عليها ويقول: اليوم سنتكلم عن ((النكرة والمعرفة)).. ويضج الفصل من الضحك على حركة عيني الاستاذ عبدالرؤوف..فهو يتكلم بجميع جسمة,فما ان ينطق بكلمة واحدة حتى تتحرك يداه ورأسه..وعيناه تغلقان بسرعة..ثم يغلق اليمنى ويفتح اليسرى..ثم يرقص حواجبة مرة واحدة..كل ذلك يحدث في اقل من ثانية, ولاشك انها عادة لم يستطع التخلص منها..
وعلا صوت احد الطلبة يسأل: أستاذ...أنت معرفة أم نكرة؟؟
قال الأستاذ عبدالرؤوف وجسمة يتحرك بأكمله: أنا معرفة..وسيبويه معرفة,ومحمد عبده وجمال عبدالناصر معرفة, لأننا لنا شأن في المجتمع..لكن أنت وأبوك وعائلتك وكل من ينتسب لك نكرة!..وضج الصف كلة بالضحك, وكانوا يسألون انفسهم لماذا لا يغضبون عندما يشتمهم الاستاذ عبدالرؤوف, وكيف يسمحون له بما لم يسمحوا بة لبقية المدرسين؟ وكانوا لا يجدون جوابا لتساؤلاتهم فيزدادون ضحكا
نزل أحمد من سيارتة عند الباب الرئيسي لوزارة التربية, ورحب بة عامل المصعد لحظة دخوله, ومن ثم أبلغ العامل برغبته في الصعود الى الدور الثالث, وفي لحظات كان في الدور الثالث المنشود..
جلس على كرسي وثير في مكتب المسؤول , وبعد تبادل التحيات والسؤال عن الصحة و الأولاد دخل رجل كبير السن متجعد الوجه ابيض منه الشعر وتقوس الظهر, ومن كلامه مع المسؤول عرف انة جاء ليشكو ظلما وقع علية.
ويتفرس أحمد في ذلك الوجه الذي تأكد من انة لابد رآه في يوم من الأيام. الوجه قريب جدا الى نفس احمد, بل هو من النوع المألوف في حياتة, ولكن أين؟ ومتى قابل هذا الرجل العجوز؟ لا يستطيع التذكر!..وفجأة نطق صديقة المسؤول: استاذ عبدالرؤوف انني مقدر وضعك,ولكن القانون...قانون..
وفي لمح البصر حركت كلمات المسؤول وذكريات أحمد, ونفضت عن اوراق الذاكرة الغبار وما علق بها من رواسب الحياة..و أزاحت كلمة ((عبدالرؤوف)) الرماد عن نار الذكرى..
عبدالرؤوف...عبدالرؤوف...كم من السنوات مضت على ذكرى هذا الرجل؟ عشر؟ عشرون سنة كاملة؟ بل أكثر. و أخذ شريط الذكريات يلح في رأس أحمد بلا توقف..ماذا يرى في الشريط؟ ثانوية الأصمعي..طلاب من كل الأعمار..شلة احمد كما يسمونها..عبداللطيف واسماعيل ومحمد ويعقوب وغيرهم كثير زملاء فصله
مشرف الجناح بسمار وجهه المحبوب الأستاذ بدر والاستاذ عبدالكريم..وطابور الصباح..وكلمة ناظر المدرسة الاستاذ جاسم..ومرشد الصف الاستاذ عبدالرؤوف اللذي يصرخ في الفصل الواقف في الطابور, وكان احمد يقف في المقدمة كمراقب للفصل..
_أنتبة انت وهوه للسيد الناظر..أما طلبة آخر زمن..
وينفجر الصف بالضحك..فلقد كان الطلبة ينتظرون اي كلمة من الاستاذ عبدالرؤوف حتى يضحكوا عليها ليقينهم ان هذه الحركات تزعجة كثيرا..وهكذا يجر عليهم لعناته وعلى عوائلهم..ولكن قطعا هذا ماكانوا يقصدونة وهو ان يشتمهم الاستاذ عبدالرؤوف حتى يضحكوا من شتائمه, فهو لا يفتأ يسب نفسة في النهاية ويسب والده ووالدته اللذين أصرا على أن يدخل الأزهر حتى يكون معلما ليفاخرا به معارفهما والجيران, لذلك هو الآن يدفع ثمن التفاخر العقيم.. وكثيرا ماقضى الاستاذ عبدالرؤوف ربع الحصة في كتابة موضوع الدرس ومسح الصبورة التي يتعمد طلبة الفصل ان يتركوها غير نظيفة حتى تضيع الحصة..وبعد الانتهاء من كتابة عنوان الموضوع على الصبورة يستدير ناحية الطلبة وهو ينفض ما علق من مسحوق الطباشير على بدلتة الوحيدة التي يلبسها طيلة السنة الدراسية..وكان احمد يتعجبو وتشاركة شلتة في نفس الشعور, اذ كيف يتسنى للأستاذ عبدالرؤوف غسل بدلتة لتبدو نظيفة؟ ومتى تنشف؟ فهو كل يوم يحضر بها..
وتذكر احمد شيئا آخر..الاستاذ عبدالرؤوف يتكىء عليها ويقول: اليوم سنتكلم عن ((النكرة والمعرفة)).. ويضج الفصل من الضحك على حركة عيني الاستاذ عبدالرؤوف..فهو يتكلم بجميع جسمة,فما ان ينطق بكلمة واحدة حتى تتحرك يداه ورأسه..وعيناه تغلقان بسرعة..ثم يغلق اليمنى ويفتح اليسرى..ثم يرقص حواجبة مرة واحدة..كل ذلك يحدث في اقل من ثانية, ولاشك انها عادة لم يستطع التخلص منها..
وعلا صوت احد الطلبة يسأل: أستاذ...أنت معرفة أم نكرة؟؟
قال الأستاذ عبدالرؤوف وجسمة يتحرك بأكمله: أنا معرفة..وسيبويه معرفة,ومحمد عبده وجمال عبدالناصر معرفة, لأننا لنا شأن في المجتمع..لكن أنت وأبوك وعائلتك وكل من ينتسب لك نكرة!..وضج الصف كلة بالضحك, وكانوا يسألون انفسهم لماذا لا يغضبون عندما يشتمهم الاستاذ عبدالرؤوف, وكيف يسمحون له بما لم يسمحوا بة لبقية المدرسين؟ وكانوا لا يجدون جوابا لتساؤلاتهم فيزدادون ضحكا
هناك 18 تعليقًا:
اهلين ورده شالاخبار؛؛؛؛
اول شي :ويييييييينتعليقي بالبوست الي طاف!!! :(
انا معلقه علي ناظرتكم!!
المهم بالنسبه للقصه حلوه
خوش بدايه ومشوقه ؛؛؛
ومسكين عبدالرؤف بس السان ما يهش ولا ينش؛؛
علشان جذيه يحبونه ومايزعلون اذا سبهم
المهم كملي ولا طولين علينا
وبانتظار البقيه ؟؟؟
تحياتي
بعدالتحيه
و كأني أرى عبدالرؤوف أما ناظري .. وصف سلس و دقيق .. جميله هي التفاصيل .. شكرا لك
الثائر
انتي وينــج ؟؟
صارلج مده مختفيه عسى المانع خير ..
بالنسبه للقصه بدايه موفقه ..
متابعين وبإنتظار الجزء الثاني بس مو تطولين علينا ..
يعطيج الف عافيه حبوبه ..
تقبلي مروري ..
kuwait
صبا
فديييييييتج والله بعد قلبي سامحيني انا عالكل رديت رد واحد
لان صج صج لوية عندي والنت كل شوي يفصل فسامحيني بعد قلبي
نورتيني فديتج
بـركـــــان
تشرفت بمعرفتك وزيارتك:)
ان شاء الله دوم تنورني
Kuwait
بعد عمري خير بويهج فديتج:)
والله هالفترة امشي واشوفكم لووووول والله صج ماعندي شي اكتبة لووول
نورتيني يالغاالية
وررررررررررررردة
وااي تخيلي مع السنين انا اخرف و اصير عبدالرؤف
وي وي يا حسرتيي لووووول يطنزون علي باجر جذي ويننوني
تخيلي اليوم ما بقا احد بالمدرسة ما درة اني راكبة العاب في حديقة الشعب معاهم لوول
ياحسرتي من الياي
و قصه قمممممممممة بالروعه والله انتي خوش الخووش
حدج زوغه لوول
p;
salamz sis...
ياحبيبي يا عبدالرؤووف كسر خاطري بعد عمري ذكرني باللي مثله بس انثى وعمايلنا معاها
كملي كملي
بانتظار بقيه القصه اللى تتعلق بهذا الاستاذ اللى كان يتكلم ويتكلم واليوم صوته مومسموع
اهلين و سهلين ورده
مقرود عبدالرؤوف من البدايه و
شكل النهايه اكثر قراده ؟!
بنتظار التكمله لا طولين :)
ورده ,,,
اين البقيه ؟؟
لا تعلقيني!!
لا طولين يالغاليه
وبعدين وينج لا حس ولا خبر!!!!!
عسي المانع خير,,, ولا لاهيه بالمنتدي ؟؟
ساعات الأنسان يتقبل من شخص ما أسائة من المستحيل يتقبلها من آخر!
وهم ما أدري ليش؟
Q8 Chili
5roofa
لووووووول
لا وي اسمالله على عمرج فداج عبدالرؤوف وطوايفة:)
ماعاش الي يتطنز عليج
نورتيني
Selezya
اي والله مساكين وايد عبدالروؤف واشباهه من الابلات تمصخروا مني لوووووووووووول
نورتيني
Shaima'a Alkandari
حبيبتي ياشيومة دايما منورتني بطلتج الحلوة:)
قلب طفله
ياهلاااااا وغلاااااا
نورتيني..
ان شاء الله ماراح اتأخر وتعرفون نهايته:)
صبا
كااااااني لوووول
الظاهر تعقدتوا من غيابي:p
كاني بكملها بس لازم تتحمسوون شوية:p
Q8 Chili
تشرفت بمعرفتك ونورتني:)
إرسال تعليق